قصتنا

قصتنا

خدمة المجتمع مصر، التابعة لرابطة الإنجيلين، رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر؛ غير هادفة للربح، قائمة على التبرعات، هدفها زيادة الوعي داخل الأسر، وخدمة الشباب لتمكينهم نفسيًّا ومهاريًّا وإعدادهم لسوق العمل.

الحلم بدأ من صرخة في ميدان التحرير في القاهرة من شباب عمرها ماعرفت تقول لأ، لأ للظلم ولأ للتشويه ولأ للقسوة.
كان الشباب بيصرخ صرخات مدوية (عيش حرية وعدالة اجتماعية)، وصراخهم ملا وداني يومها وحسيته نداء بيفوقني وبيفتح عينيّ على الجيل دا.
أنا ممكن أكون من نفس الجيل لكن الأكبر شوية، اللي لسه العادات والتقاليد واحترام الأعراف والكُبار والعيب والقال والقيل والتدين بيفرمله عن التمرد.
لكن مع كل صرخة الشباب كان بيصرخها فيه سلسلة من السلاسل اللي مكبلاني كانت بتتكسر.
يمكن طلبات ووجع الشباب كان سياسي لكنه خبطني في حتة امتليت بيها وهي وجعهم وظلمهم الروحي اللي كانوا بيعيشوه.
وهنا كانت البدية، كبرت جوايا الصرخة وبقت صرختنا واحدة: (حرية لكل فكرة محبوسة وكل ظلم من قائد وخادم صورلنا الروحانية بشكل، وربطلنا حب ونعمة ربنا بشوية تقاليد وممارسات شكلية لا حياة ولا نبض فيها.
عدالة لكل إنسان شاب نفسه يقول أنا موجود وينفع أغلط وأرجع، وينفع أقع وأقوم، وما يتحكمش عليَّ من شوية مظاهر ما لهاش فايدة ولا جوهر ولا حياة
فرصة لكل شاب طموح لكن ما لقاش اللي يسنده ويحضنه ويدعمه ويعلمه ويقوده في مشوار حياته العملي).
كنت ببكي على سريري كل ليلة وأنا بفكر في الشباب اللي ما لقاش ناس تستوعبه، وناس تسنده، وناس تحس بيه وتوقف في ضهره، وتقوله إن أحلامه وصراعاته وأوجاعه مشروعة.
لأني من خلفية رجال الأعمال اللي كان في الوقت ده في 2013 عنده شركة دعاية وإعلان، قررت إني ألاقي حاجة أدعم فيها الشباب نفسياً ومهارياً، وأقولهم من حقكم تعيشوا بصورة أفضل، ويكون عندكم مستقبل وحياة أفضل فجبت ليهم كتاب اسمه “درجتك الخاصة” كتاب باللغة الإنجليزية، قابلت الكاتب وأخدت منه إذن بترجمة وتدريب الشباب على اكتشاف دعوتهم الخاصة في الحياة.
وكنت في مكتبي بجتمع بـ 15 شاب وشابة، نتعلم وندرس الكتاب ده، ونحل تمارين واختبارات شخصية لفهم النفس وفهم الصورة اللي خُلقنا عليها.
واتفاجئت من أن الشباب والشابات اللي بيحضروا كلهم دون استثناء متلخبطين في هويتهم الحقيقية اللي ربنا خلقهم عليها، ومتلخبطين في علاقتهم بربنا، وطبعاً داه وجعني كإنسان، وتلميذ ليسوع المسيح، وكان نفسي أقولهم وأعلمهم وأوريهم الطريق الحقيقي للعلاقة العميقة بربنا ومن هنا اتشجعت إني ابدأ تي سي إيجيبت وسجلتها تحت رابطة الخدمات الانجيلية وبدأت أناقش قضايا ساخنة في الحياة المسيحية الهامة للشباب من خلال أحداث مش في كنائس لكن في فنادق.
وأول عنوان شائك أثار جدل جميع الكنائس والطوائف والخلفيات كان “يسوع يكره التدين” وكانت طريقة الدعوة للحدث ده من خلال صفحة على الفيسبوك بنفس العنوان والغريب جداً إن عدد متابعي الصفحة بأيام بسيطة ارتفع من شخص ل 20 ألف ومن هنا فهمت إن الشباب المسيحي مش موجود في الكنايس لكنه في الشوارع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهو غضبان ومتمرد وجواه شكوك حقيقية وتستاهل إننا نقف قدامها ونساعده إنه يعلنها ويناقشها ويتعامل معاها دون حجر أو تكفير.
كان عدد الحضور في أول حدث 400 شخص، منهم 125 شخص قِبل أن يمشي مشوار بعد الحدث في فحص مبادئه وفي فهم يسوع المسيح والعلاقة الحقيقية معه.
ودا كان علامة كبيرة ليّ إني ابدأ تأجير مكان للقاءهم، ومن هنا كانت البداية في ألماظة في فيلا 3 أدوار وسجلنا The Community Egypt كخدمة تابعة لرابطة الخدمات الانجيلية.
ابتدينا مع المجموعة الصغيرة بالصلاة والاجتماع الاسبوعي، وبدأنا نصلي ونفكر ونحلم إزاي هنوصل للشباب اللي في الشوارع التي تركوا كنايسهم وعلاقتهم بربنا بسبب اللخبطة اللي جواهم. إدمانات مختلفة للجنس والمخدرات والعلاقات الاعتمادية، لخبطة في الهوية والدعوة والشغل والمستقبل، افتقادهم لجسد حقيقي ينفتحوا قدامه ويقبلوا انهم يتغيروا ويعترفوا ويحاولوا، وأسئلة صعبة جواهم وشكوك حول الكتاب المقدس والتجسد والموضوعات المحرمة في الكنائس.
الحلم اتبلور بأننا “نعيش ونعكس حياة المسيح يسوع” وبدأنا نحاول من خلال أقسام مختلفة ومتخصصة إننا نزيح العقبات اللي واقفة قدام الشباب في استرداد علاقتهم بربنا من خلال المدارس والتدريبات والندوات وورش عمل ومجموعات مشاركة والتلمذة.
كان في كل أسبوع بيدخل الفيلا ويتخدم عدد 1500 شخص، ومع الوقت أصبحوا 2500 شخص، وكان تحركنا مبني على القيادة بالروح وعلى الاحتياج الملح والموجود وسط الشباب.
عملنا أحداث وندوات مختلفة عن الصراع والتغيير، وحول الجنس والإباحية والعادة السرية- مجموعات تلمذة لبرامج ترجمناها (الحرية في المسيح- مبادرة تيموثاوس وبرنامج آخر مترجم اسمه الرحلة) – مدرسة وتدريب الدعوة (درجتك الخاصة) – وبدأنا خدمة الرياضة اللي بتشجع الشباب الغير متصالح مع جسده على التدريب الفعال وكسر الخوف والفشل من الالتزام بالرياضة – بدأنا مجموعات للبنات للتعافي من إدمان الإباحية والعادة السرية ومع الوقت طورنا مدرسة متخصصة للتعافي.
وربنا قادنا لشراكات كتيرة وسجلنا أكثر من 5 برامج تلفزيونية، ولمواقع التواصل الاجتماعي، وكانت سبب لتغيير حياة كثيرين.
لم نكتفي بالعمل مع الشباب، لكن امتدت خدمتنا إلى دعم ومساندة الكنيسة المحلية من خلال إمدادها بتدريب القادة على التلمذة واعطاء المواد التي تحتاجها الكنائس لبدء مجموعات تلمذة، كما نحاول من خلال الأيام الرياضية والقوافل الطبية أن نجذب أكبر عدد ممكن من الشباب إلى الكنيسة.
وفتحنا في الصعيد أكثر من 350 مجموعة بيتية ونقوم بزيارتها بشكل دوري للمتابعة والدعم الروحي، النفسي وأحياناً المادي.
قمنا ببلورة رؤيتنا بشكل جديد يتناسب مع الخدمة وما نفعله وسط الشباب لتكون: “أجيال مؤثرة، مؤسسات فاعلة، مجتمع يعيش ويطلب ملكوت الله”.
اليوم بنحتفل بوجود 3 قطاعات كبيرة لخدمة الشباب:
قطاع التعافي (التعافي من المخدرات- الجنس والإباحية والعادة السرية- مشورة متخصصة- المرأة وخدمتها)
قطاع الشباب المحترف (العمل والإيمان) يضم أكاديمية سنوية مؤلفة من أربع مراحل للشباب الموجود في سوق العمل، والذي يصارع مع دعوته – بالإضافة إلى أكاديمية متخصصة لرواد الأعمال
قطاع العمل الروحي والمؤلف من خدمة الشباب تحت الـ 25 سنة (تلمذة ومعسكرات ودراما وموسيقى) – خدمة مَن هم فوق الـ 25 سنة من خلال لقاء روحي ومجموعات تلمذة وتدريب على القيادة – وخدمة الارسالية والعمل الاجتماعي مع اللاجئين والمحتاجين.
ولم تكن النهاية هنا بل بدأنا في أسيوط والمنيا وطنطا من خلال الاحتياج الكبير والعطش الحقيقي لدى الشباب هناك.